الجودة والاعتماد في تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة
المصدر: موقع تعليم جديد، 2025
كلمة الجودة هي مقياس ومعيار للإحكام والاتقان والحسن والنفاسة ودقة الاعمال.
وقد ظهرت الجودة منذ قديم الأزل؛ حيث وجدت أعمال معمارية وهندسية وصناعية لا مثيل لها من الاتقان والدقة في الأداء والتنفيذ، ومثال ذلك أهرامات مصر القديمة. كما كان ديننا الإسلامي الحنيف داعيًا للجودة لقوله تعالى في سورة النمل (وَتَرَى الجبال تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الذِى أَتْقَنَ كُلَّ شيء ۚ إنه خبير بِمَا تَفْعَلُونَ)، كما قال رسول الله "صلعم" في الحديث الذي رواه الإمام البيهقي رحمه الله عن عائشة أم المؤمنين: أن النبي قال: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه.
وقد عرفت المنظمة الدولية للمعايير ISO الجودة بأنها التكيف والتوافق مع المتطلبات التي تحددها المعايير ذاتها ورضاء العملاء؛ وعليه يمكننا تعريف الجودة بأنها درجة قياس تميز الأشياء وموافقتها للمعايير المهنية وخلوها من العيوب، ووصولها لأعلى درجة من التميز مقارنة بمثيلاتها. ويمكن تحديد مفهوم الجودة إجرائيًا من خلال النقاط التالية:
مطابقة المنتج أو الخدمة للمعايير المهنية المطلوبة؛ وكفاءة وتميز المنتج أو الخدمة مقارنة بمثيله عالميًا، والخلو من العيوب والاخطاء وفق المعايير والمقاييس العلمية؛ ودرجة رضاء عالية من المستهلكين أو العملاء وانعكاس ذلك على أداء المؤسسة؛ والالتزام بمقاييس ومعايير وضوابط الأداء وفق ما هو متعارف عليه عالميًا.
أما الجودة في التعليم فتتعلق بالمدخلات والمخرجات (الطالب) وهو ما يترتب عليه إعداد جودة وتميز العناصر الأخرى ومنها (المعلم- المدرسة- المناهج- أولياء الأمور).
وقد عرف الكاتب الجودة في التعليم بصفة عامة كالتالي: (مطابقة النظام التعليمي – بشتى عناصره- للمعايير الموضوعية العالمية وبما يحسن من مخرجات العملية التعليمة أكاديميًا وسلوكيًا ومهنيًا وبما يتفق مع الأداء المعياري العالمي.(
وبناءً على ذلك يمكن تعميم الجودة في مجال تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة وفقًا للتالي: (تحسين كفاءة العملية التعليمية بشتى عناصرها وفق المعايير العالمية دون أخطاء بما ينعكس على الطالب المعاق سلوكيًا وأكاديميًا ومهاريًا).
ويمكن تحديد هذا التعريف إجرائيًا بالعديد من النقاط ومنها: تحسين جودة المؤسسة التعليمية وتحقيق عنصري الأمان والفاعلية في مجال تعليم الطالب؛ والتشخيص الجيد والتطبيق الدقيق للمقاييس والاختبارات التي تجرى للطالب قبل الالتحاق وأثناء التعلم؛ والتجهيزات الدقيقة للمنهاج والخطط التربوية الفردية والسلوكية بما يحقق صالح الطالب ويحسن من مستواه الأكاديمي، والاجتماعي، والنفسي، والمهاري.
إن مجال تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاج لتطبيق الجودة والاعتماد وفق المعايير العالمية التي تحقق لهم كفاءة في البرامج المقدمة لهم، وتتطلب تلك البرامج تكاتف الجميع (مؤسسات – أولياء أمور- معلمين- إدارة- اخصائيين) بما يضمن تحقيق أعلى مستويات الجودة والدقة في هذا المجال.