تصورات الطالبات حول استخدام الفيديو أداة لاكتساب ممارسات التدريس في برامج إعداد معلمات مرحلة الطفولة المبكرة

المصدر: المجلة الدولية للأبحاث التربوية، 2025، 49(2)، 243-280

هدفت الدراسة الحالية إلى معرفة تصورات الطالبات نحو استخدام الفيديو كأداة

لاكتساب ممارسات التدريس في برنامج إعداد معلمات رياض الأطفال بجامعة الملك سعود؛ ومن الهدف الرئيس تم اشتقاق الأهداف الفرعية الآتية: معرفة كيفية استخدام الفيديو كأداة لاكتساب ممارسات التدريس، والكشف عن إيجابيات وسلبيات استخدام فيديوهات التدريس من وجهة نظر طالبات برنامج إعداد معلمات رياض الأطفال بجامعة الملك سعود.

وحيث إن المنهج النوعي يساعد على الحصول على بيانات مكثفة عن موضوع الدراسة، فقد اتبعت الدراسة أسلوب (دراسة الحالة) "Case Study"؛ لمناسبته أسئلة الدراسة وأهدافها. وتمثل مجتمع الدراسة بطالبات برنامج إعداد معلمات رياض الأطفال بكلية التربية بجامعة الملك سعود عام 2024 م وعددهن (244) طالبة. وتم تحديد عينة قصدية تمثلت في ثلاث مقررات دراسية، وبلغ عدد المشاركات في الأوراق التأملية (56) طالبة، بينما بلغ عدد المشاركات بمجموعات التركيز (20) طالبة. وتم توزيعهن حسب المستوى الدراسي، والمقرر التعليمي.

وأما أدوات القياس فكانت من إعداد الباحثة وشملت الورقة التأملية، والمقابلة الجماعية أو ما يسمى بمجموعة التركيز. واستخدمت الأدوات بشكل تسلسلي، حيث جمعت البيانات من خلال الورقة التأملية، ومن ثم أجريت مجموعة التركيز؛ حيث تتيح الورقة التأملية للباحث معرفة آراء، ومشاعر ومعتقدات الطلبة المعلمين حول موضوع الدراسة، وتكونت الورقة من خمس مراحل، وهي: الوصف، والمشاعر، والتقييم، والاستنتاج، والخطط المستقبلية. وكان عدد مجموعات التركيز بحسب عدد المقررات الدراسية وتضمنت كل مجموعة دليل يشمل بيانات أولية، و (8) أسئلة تخص المقرر.

أشارت أهم نتائج الدراسة إلى اقتصار الهدف من استخدام فيديوهات التدريس في المقررات حسب عينة الدراسة على التوضيح وتقديم الممارسات، حيث تمحور دور الطالبات أثناء عرض فيديوهات التدريس في عدة أدوار منها المشاهدة، استنباط الأفكار والأنشطة، تدوين الملاحظات، والتركيز على المحتوى بهدف تطبيقه في الروضة. في حين تمحور دور أستاذة المقرر في التعليق والمناقشة وطرح الأسئلة بعد عرض الفيديو، الترجمة، ربط الفيديوهات بالمحتوى العلمي للمقرر الدراسي.

أظهرت النتائج بعض الإيجابيات لفيديوهات التدريس من وجهة نظر طالبات البرنامج ومنها: تعزيز الثقة بالنفس لدى الطالبة المعلمة، والمساعدة على التطبيق العملي للأنشطة، وتوضيح المحتوى النظري وتدعيمه للمقررات الدراسية، وتفادي بعض السلبيات المتعلقة بالزيارات الميدانية، وتعزيز الممارسات المتعلقة بالتفاعل مع الطفل وإدارة سلوكه، والممارسات المتعلقة بالتدريس كتقديم الأنشطة وتنظيم البيئة الصفية واستراتيجيات التدريس. وكشفت النتائج عن بعض السلبيات المتعلقة بفيديوهات التدريس من وجهة نظر طالبات البرنامج تتعلق بجودة الفيديوهات من حيث المحتوى والصوت والصورة، وضعف ارتباط الفيديوهات بمحتوى المقررات، واختلاف السياق الثقافي والاجتماعي لتلك الفيديوهات.

وفي ضوء نتائج الدراسة قدمت الباحثة العديد من التوصيات والمقترحات، ومنها:

  1. التوسع الكمي في استخدام فيديوهات التدريس في المقررات الدراسية، والمتعلقة بالممارسات المهنية.
  2. التوسع الكيفي لاستخدام فيديوهات التدريس بحيث لا يقتصر على التوضيح فقط، بل لا بد من تعدد أهداف الاستخدام.
  3. إجراء دراسة نوعية للتعرف على وجهات نظر أعضاء هيئة التدريس في برنامج إعداد معلمات رياض الأطفال بجامعة الملك سعود – وفي برامج مماثلة محليًّا حول استخدام الفيديو كأداة لاكتساب ممارسات التدريس.