المهارات الرقمية للمعلمين: التحّول من التعليم التقليدي إلى التعليم الرقمي
المصدر: موقع تعليم جديد، 2025
أصبح من أولويات الأنظمة التعليمية أن تستفيد من التقنيات الرقمية بالكامل في التعلم، ولم يعد توافر الأجهزة وحده كافيًا، بل ينبغي للمعلمين أن يكونوا مؤهلين رقميًا وأن يعززوا هذه الكفاية لدى طلابهم.
بداية يجب التعريف والتمييز بين "المهارات" و"الكفايات" الرقمية، حيث نعرف المهارات على أنها أنشطة معرفية وأدائية منظّمة، بينما الكفاية الرقمية تشمل المعرفة، القدرات، المواقف، والمهارات اللازمة للتكيّف مع ظروف غير متوقعة، والمهارات الرقمية للمعلم تدفعه لتوظيف التكنولوجيا خلال مراحل العملية التعليمية، وتشمل الأبعاد التقنية التالية: إدارة المعلومات، الإبداع، التفكير النقدي وحل المشكلات.
وتعود أهمية المهارات الرقمية للمعلم لكونها تواكب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التقنية، وتعد الطلاب للقرن الحادي والعشرين؛ كما وتدعم التعليم عن بُعد، وتعزز محو الأمية الإعلامية والرقمية، وتطوير التفكير الحاسوبي.
وأما مهام المعلم في التحول الرقمي فتتغير من ناقل معلومات إلى ميسر للتعلم: حيث يُرشد الطلاب في البحث والتقصي، ويعزز التفكير النقدي والإبداعي؛ ومن مقدم محاضرات إلى مرشد أكاديمي شخصي: يتبنى التوجيه الفردي أو الجماعي ويساعد الطلبة في اختيار مساراتهم التعلمية.
وأما متطلبات البيئية التحوّلية فتشمل كل من: ضرورة إيجاد بنية تحتية تقنية متقدمة، ودعم إداري ومالي، وإطار تشريعي ملائم؛ ووضع رؤية واستراتيجية واضحة للتحول الرقمي، مع خطة منهجية تبدأ من احتياجات واضحة ومحددة؛ وتغيير في الهياكل التنظيمية، الثقافة المؤسسية، وتوجيه التفاعلات نحو استخدام التكنولوجيا.
وأما المهارات الرقمية ذات البعد التطبيقي فنذكر منها استخدام تقنيات وأجهزة حديثة للوصول إلى مصادر المعرفة، وإنتاج محتوى رقمي ومشاركته، وأمن معلوماتي للمحافظة على الخصوصية، وتعزيز الإبداع والتفكير النقدي لدى المعلمين والطلاب على حد سواء.
والخلاصة أن التحول الرقمي خيار استراتيجي وليس ترفًا، وذلك لأن:
- دور المعلم التقليدي لم يعد دورًا مقبولًا في أنظمة التعليم الحديث.
- المهارات الرقمية ضرورية لتحسين جودة التعليم وفتح آفاق جديدة للمعلم مهنيًا.
- يتطلب التحول الرقمي تكاملًا بين السياسات التعليمية والمؤسسات والمعلمين.
- التحوّل الرقمي ليس خيارًا، بل ضرورة.