تعاني المجتمعات من الغزو الثقافي والعولمة وخاصة بعد التطور التقني والتكنولوجي الذي شكل خطرًا على القيم التربوية بسبب الأفكار الدخيلة، والقيم النابعة من ثقافات مختلفة، والمؤثرة على القيم التربوية لأبناء المجتمعات مما يتطلب وجود نهج تربوي معاصر موثوق يدعو إلى عودة الاهتمام بتطوير المناهج التعليمية، والممارسة العملية في المدارس. وتزداد أهمية المناهج التعليمية بالمرحلة الثانوية، نظرًا لأهمية هذه المرحلة الإنتقالية وتأثيرها في حياة الفرد ومستقبله. ومن هنا تبرز أهمية ترسيخ القيم الإسلامية من خلال المناهج المخصصة لهؤلاء الطلبة، وعليه، جاءت الدراسة للإجابة عن التساؤل الرئيس التالي: ما دور المناهج التعليمية في إكتساب القيم التربوية الإسلامية لدى طلبة المدارس الثانوية من وجهة نظر الطلبة والمعلمين؟

تُعد مهنة التعليم من المهن المقدسة والتي تحتاج إلى قواعد وأخلاقيات لا بد من مراعاتها من قبل الأفراد الذين يعملون بها، وهذه الأخلاقيات هي المُوَجه المُؤثر في سلوكيات صاحبها؛ وتعرّف أخلاقيات مهنة التعليم بأنها المبادئ والمعايير التي تعبر أساسًا عن سلوك المعلم والذي يتعهد الالتزام بها، وهي تمثل مجموعة من القيم والأعراف والتقاليد التي يتفق ويتعارف عليها المعلم حول ما هو خير وحق وعدل في نظره، وما يُعتبر أساسًا للتعامل وتنظيم الأمور والسلوك في إطار المهنة. وعادة ما يُعبر المجتمع عن استيائه لأي خروج عن هذه الأخلاق بإظهار عدم الرضا وتوجيه النقد. وعليه، فإن الالتزام بتلك الأخلاقيات لأمر ضروري وواجب، وعليه يتحدد مقدار إنتماء المعلم لمهنته بموجب مدى التزامه بقواعد مهنته في جميع الأحوال والمواقع.