توظيف الذكاء الاصطناعي في تحسين العملية التعليمية
المصدر: المجلة الدولية للتعليم بالإنترنت، 2025، 24(1)، 1-28
هدفت الدراسة الحالية إلى تسليط الضوء على الإمكانيات الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية، وتحليل الطرق التي يمكن من خلالها الاستفادة من هذه التكنولوجيا لتعزيز جودة التعليم وتوسيع نطاق والامكانيات للوصول إليه، وتأتي أهمية هذا البحث من كونه يعالج واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في العصر الحديث، وهي تحسين التعليم باستخدام التكنولوجيا المتقدمة.
ولتحقيق أهداف الدراسة اعتمد المنهج الوصفي التحليلي، وهو المنهج الأنسب لفهم الظواهر التكنولوجية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على التعليم، وارتكزت الدراسة على تحليل الأدبيات السابقة التي تناولت هذا الموضوع، بالإضافة إلى دراسة الحالات العملية التي تم فيها تطبيق الذكاء الاصطناعي في النظم التعليمية.
أشارت أهم نتائج الدراسة إلى أن للذكاء الاصطناعي القدرة على تقديم حلول فعالة لتحسين جودة التعليم؛ وأن الذكاء الاصطناعي يُعزز من التفاعل بين الطلاب والمعلمين من خلال أدوات مثل نظم التدريس الذكية وروبوتات المحادثة؛ وأكدت الدراسة أن الأتمتة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، مثل تصحيح الاختبارات وإعداد التقارير تسهم بشكل كبير في تقليل الأعباء الإدارية على المعلمين.
وعلى الرغم من الفوائد المتعددة، حددت الدراسة عددًا من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل قضايا الخصوصية وأمان البيانات، والتي تثير قلقًا بشأن كيفية جمع البيانات وإدارتها. بالإضافة لذلك تُبرز الدراسة الحاجة إلى بنية تحتية قوية تتيح للمؤسسات التعليمية الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة، مع تقديم تدريب مكثف للمعلمين والإداريين لضمان استخدام فعّال للذكاء الاصطناعي.
وأشارت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة في التعليم، حيث يُقدم فرصًا لتحسين جودة التعليم، وجعله أكثر تخصيصًا وتفاعلاً، مع تخفيف الأعباء الإدارية وتعزيز الكفاءة ومع ذلك، فإن النجاح في تطبيق هذه التكنولوجيا يعتمد على مواجهة التحديات المرتبطة بالخصوصية، والبنية التحتية، ودور المعلم.
لتحقيق أقصى استفادة، يجب أن تكون هناك رؤية واضحة واستراتيجيات متكاملة تضمن توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل مستدام ومسؤول في المستقبل. وفي ضوء النتائج السابقة تم تقديم رؤية مقترحة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم تشمل كل من:
تعزيز التكامل بين التكنولوجيا والبشرية في التعليم؛ وبناء بنية تحتية مستدامة وشاملة؛ وتطوير السياسات والمناهج لتواكب التغيرات العالمية.