الهوية الثقافية في كتب اللغة العربية للمدارس الابتدائية العربية في إسرائيل
المصدر: International Journal of Educational Research, 2025, 130, 1-13
هدفت الدراسة الحالية الإجابة عن السؤال الرئيس التالي: إلى أي مدى تنعكس الهوية الثقافية في كتب اللغة العربية للمدارس الابتدائية (الصفوف من الأول إلى السادس) في نظام التعليم العربي في إسرائيل؟ والذي منه اشتقت ثلاثة أسئلة فرعية، وهي: إلى أي مدى تُمثل فئات الهوية الثقافية المختلفة في كتب تعليم اللغة العربية بالمدارس الابتدائية؟ وما هي أبرز الفئات الثقافية الست عشرة في تلك الكتب؟ وإلى أي مدى تُمثل الثقافات المختلفة بكتب تعليم اللغة العربية للمدارس الابتدائية: الثقافة العربية الفلسطينية المحلية، والثقافة العربية العامة، والثقافة اليهودية الإسرائيلية، والثقافة الأجنبية (غير العربية ولا اليهودية)؟ وما هي المصادر الثقافية (أي مؤلفو النصوص) الأكثر انتشارًا في كتب تعليم اللغة العربية للمدارس الابتدائية؟
ولتحقيق أهداف الدراسة تم اعتماد منهج تحليل المحتوى الكيفي والكمي، حيث جرى تحليل الكتب الرسمية التي تُدرّس في المدارس الابتدائية العربية ضمن المنهاج المعتمد من وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية. ومن أبرزها كتاب اللغة العربية للصف الأول حتى الصف السادس – السلسلة المعتمدة مثل: إصدارات مثل "اللغة العربية – لغتنا الجميلة" أو "لغتنا" (حسب السلسلة المعتمدة في كل مرحلة)، وهي كتب أُقرت من قبل وزارة التربية والتعليم في إسرائيل للمدارس العربية، وقد تكون من إنتاج مؤسسات تعليمية مثل: مركز التكنولوجيا التربوية (מט"ח)، أو مؤلفين معتمدين من الوزارة. وقدتم تحليلها وفق جدول فئات ثقافية اشتملت على 16 فئة، ومنها: الدين، اللغة، العادات، الرموز الوطنية، الأدب، الأغاني، المناسبات، والتاريخ.
أشارت أهم نتائج الدراسة إلى أن تمثيل الهوية الثقافية العربية كان جزئيًا ومحدودًا، وتم تغييب الرموز الوطنية الفلسطينية والمناسبات القومية، وسيطرة مضامين "معقمة سياسيًا" تعزز هوية مدنية محايدة أو تابعة للمنظور الإسرائيلي، وأن بعض القيم الثقافية تم عرضها بصورة مشوهة أو مبتورة عن سياقها الحقيقي.
وفي ضوء نتائج الدراسة قدم الباحثان العديد من التوصيات والمقترحات، ومنها:
- تعزيز تمثيل الهوية الثقافية العربية.
- ضرورة مراجعة المحتوى الثقافي في كتب اللغة العربية بما يضمن تمثيلًا حقيقيًا للهوية الثقافية للطلاب العرب.
- إشراك مختصين من المجتمع العربي الفلسطيني في عملية تأليف المناهج وتقييم الكتب المدرسية.
- تعزيز التعليم الناقد الذي يمكن الطالب من التعامل الواعي مع المضامين المدرسية من خلال توفير التدريب الملائم للمعلمين.
- إجراء دراسات مقارنة بين كتب اللغة العربية في المدارس العربية واليهودية لفهم الفروقات الثقافية.